جاء في الموروث عن اخبار النساء ووفائهن ما روى ابن قيم الجوزية في هذه الرواية:
قال الاصمعي:
قال الرشيد امضي الى بادية البصرة فخذ من تحف كلامهم وطرف حديثهم فانحدرت فنزلت على صديق لي بالبصرة ثم بكرت انا وهو الى المقابر فلما صرنا اليها فاذا بجارية نادى الينا ريح عطرها قبل الدنو منها عليها ثياب مصبغات وحلي وهي تبكي اخر بكاء فقلت لها يا جارية ما شانك؟
فانشات تقول:
فان تسالاني فيم حزني؟ فانني رهينة هذا القبر يا فتيان
اهابك اجلالا وان كنت في الثرى مخافة ان يسؤك مكاني
واني لاستحييك والترب بيننا
كما كنت استحييك حين تراني
فقلت لها :ما راينا اكثر من التفاوت بين زيك وحزنك فاخبري بشانك فانشات تقول:
يا صاحب القبر يا من كان يؤنسني
حيا ويكثر في الدنيا مواساتي
ازور قبرك في حلي وفي حلل
كانني لست من اهل المصيبات
فمن راني راى عبرة مفجعة
مشهورة الزي تبكي بين اموات
فقلت لها وما الرجل منك؟
قالت بعلي, وكان يحب ان يراني في مثل هذا الزي فاليت على نفسي ان لا ازور قبره الا في مثل هذا الزي لانه كان يحبه ايام حياته وانكرتماه علي
ولما سمع الرشيد خبرها خطبها من اهلها وحملوها الى الرشيد وهي لا تعلم ثم علمت الخبر فشهقت شهقة ثم فماتت!
وقيل كانت الجارية (ريم) احبت (اشجع بن عمرو السلمي)وكان يبادلها اياه ويجد بها وجدا شديدا وكانت تحلف له انها ان بقيت بعده لم يحكم عليها رجل ابدا فقال لها يخاطبها:
اذا اغمضت فوقي جفون حفيرة
من الارض فابكيني بما كنت اصنع
فاجابته ريم تقول:
ذكرت فراقا والفراق يصدع
واي حياة بعدك تنفع
اذا الزمان الغدار فرق بيننا
فما لي في طيب من الخيش مطمع
وهاذى خشتى ان فهمتوا شى
هع هع
تحيااتى وتمطيخاتى ..
زيتونه